يعتبر التسويق أحد أساسيات إدارة الأعمال، حيث أن التسويق يساهم بشكل قوي في نمو وتطور الأعمال التجارية بكل أنواعها. التسويق بمثابة المحرك، حيث يساهم بتحقيق المزيد من المبيعات والوصول للمزيد من العملاء. للتسويق أنواع عدة وتنقسم بشكل رئيسي لـ التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت أو التسويق التقليدي. أحد طرق التسويق عبر الإنترنت الشائعة والرائجة جداً في هذه الأيام هي التسويق عبر مؤثر معروف على شبكات التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بـ Influencer Marketing.
المؤثر هو شخص معروف وذو سمعة في مجال ما، أي أنه قادر على إحداث هذا "التأثير" على المشترين والمستهلكين لشراء منتج أو خدمة ما عن طريق طرح رأيه وتوصيتها، وهي أحد طرق الترويج لـ الشركات. المؤثرين على شبكة الإنترنت يتمتعون بحضور قوي على شبكات التواصل الاجتماعي ويستخدموها لـ التفاعل مع الجمهور والمتابعين.
مواضيع ذات صلة: طرق التسويق التي يتيحها لك الإنترنت
من هو مؤثر وسائل التواصل الاجتماعي؟
التسويق عبر المؤثر هو العمل مع المؤثرين الموجودين على وسائل التواصل الاجتماعي لـ زيادة شهرة اسم شركتك والترويج لـ منتجاتك وخدماتك لـ المتابعين والجمهور. تتضمن العملية أيضاً إيجاد مؤثر مناسب وتأسيس شراكة عمل، ومن ثم العمل على تخطيط وبناء استراتيجية قوية وحملة تسويقية لجذب المزيد من الزوار لـ موقعك أو الوصول لـ جمهور جديد.
بكل تأكيد هناك بعض العوامل التى يجب أن تأخذها بعين الاعتبار عند اختيار مؤثر لشركتك لتحرص على اختيار مؤثر مناسب لك. فحال المؤثرين والتسويق عبر المؤثرين كحال غيرها من الأمور، لكل شيء خصائصه ومواصفاته. مما يعني أنه ليس من الحكمة أن تتبع منهج عام للبحث عن المؤثرين والعمل معهم، ولكن يجب عليك دراسة كل منهم لتتعرف عليهم بشكل أفضل ولتتمكن من اختيار الأفضل لشركتك. في هذا المقال، سنناقش العوامل الهامة التى يجب عليك التحقق منها عند اختيار مؤثر مناسب للعمل معك.
مواضيع ذات صلة: دليل المؤثرين العرب في مواقع التواصل الاجتماعي
تحقق من " الارتباط " من ناحية:
المجال: في أي المجالات ينشطون؟
أحد أهم العوامل التى يجب عليك أخذها بالاعتبار أثناء اختيار المؤثر هي المجال الذي يعمل به هذا المؤثر وما مدى صلته بمجال عمل شركتك. على سبيل المثال، لنقل أن مؤثر ما ينشط في مجال التكنولوجيا، بينما شركتك متخصصة بـ الأزياء، فليس من المنطقي العمل مع مثل هذا المؤثر وإنما يجب عليك أن تجد مؤثر ينشط بمجال شركتك أي بمجال الأزياء، لأن متابعي هذا المؤثر هو الجمهور الذي تبحث عنه، وهو الجمهور المهتم بما لديك أيضاً.
يجب أن يكون هناك تناسق بين المحتوى الذي ينشره المؤثر ومجال عمل شركتك، وإلا فستكون شراكة غير ناجحة
يتابع الناس هؤلاء المؤثرين لعدد من الأسباب، أحدهم هو البقاء على اطلاع بما يتعلق بـ آخر الأخبار والصيحات. ولذلك فهم ينتظرون من هذا المؤثر نشر محتوى متعلق بهذا المجال المحدد. علماً بأن نشر محتوى في مجال آخر قد لا يلقى الإقبال ذاته، فلذلك وفي معظم الحالات لن تتمكن من تحقيق أهدافك التسويقية عن طريق العمل مع مؤثر ينشط في مجال آخر. ولذلك فإن المحتوى هو أحد أهم الأمور التى يجب عليك أخذها بعين الاعتبار عند اختيار المؤثر المناسب لك.
الخصائص الديموغرافية لـ المتابعين:
لكل الأعمال التجارية ما يسمى بـ السوق المستهدف، وهو السوق الذي ترغب الشركة ببيع منتجاتهم وخدماتهم إليه. لدى هذا السوق المستهدف عدد من الصفات، كـ الجنس، العمر، مستوى التعليم وغيرها من الصفات. تستطيع دراسة هذه الصفات لتتمكن من فهم الكثير حول سلوك الناس في هذا السوق.
بإمكانك تحليل هذه البيانات لترى مدى قوة أو ضعف تشابهها مع خصائص السوق الذي تبحث عنه أنت. كمثال، إن كان لديك شركة بيع منتجات للنساء كـ المكياج مثلاً، فليس من الحكمة والمنطق أن تعمل مع أحد المؤثرين الذين لديهم جمهور أغلبه من الذكور.
والحال ذاته ينطبق على بقية صفات الجمهور. فلذلك، فإن دراسة الصفات الديموغرافية سيساعدك بشكل كبير في إنشاء وتخطيط حملة تسويق أكثر كفائة من حيث التركيز والتخصيص.
أن يكون هناك علاقة ما بين محتوى المؤثر ومجال عمل شركتك هو أمر هام بكل تأكيد ولكن ليس كافياً بشكل كامل، عليك البحث بشكل عميق أكثر. إن كان لديك شركة أزياء رجالية وقررت العمل مع أحد المؤثرين في مجال الأزياء النسائية، فإن النتيجة لن تكون إيجابية وقوية بقدر العمل مع أحد المؤثرين من عالم الأزياء الرجالية.
المكان الجيوغرافي لـ المتابعين:
إليك منطلق آخر من منطق " الارتباط " وهو الارتباط من حيث المكان الجيوغرافي لـ متابعي المؤثر. لتحرص على تحقيق نتائج قوية من حملة التسويق عبر المؤثرين، عليك أن تحرص على تحقيق" الارتباط " من منطلقاته الثلاثة: المجال، الخصائص الديموغرافية والمكان الجيوغرافي.
المكان الجيوغرافي المقصود هنا هو مكان إقامة المتابعين الذين يتابعون هذا المؤثر، بما أن المنطقة الجيوغرافية تؤثر بشكل كبير على احتياجاتنا وسلوكنا فمن الضروري جداً أخذها بالحسبان.
اختلاف المناطق الجيوغرافية سينتج عنه اختلاف في احتياجتنا وأذواقنا، كمثال بسبب الطقس أو الثقافات. خلال تنقلك بين مكان لآخر، قد تلاحظ اختلاف في شكل الملابس والمأكولات أيضاً. ستتمكن من تحقيق المزيد، بالإضافة إلى أن منتجاتك وخدماتك ستلقى إقبالاً أكبر إن أخذت بعين الاعتبار اختلاف الثقافات والاحتياجات.
مصداقية متابعي مؤثر شبكات التواصل الاجتماعي:
لقد أصبح من الشائع جداً تقييم قوة المؤثر وفقاً لعدد المتابعين، أي حجم الجمهور. أي أنه كلما ارتفع عدد المتابعين، كلما كان بإمكان المؤثر جني المزيد من المال، ولهذا السبب يتجه الكثير من المؤثرين نحو أساليب غير نزيهه للحصول على متابعين مزيفين.
لهذا من المهم جداً التحقق من مصداقية المتابعين وأن تتأكد أنها حسابات حقيقة، وإلا فالنتيجة ستكون خسارة مالية وإضاعة للوقت. بإمكانك التحقق من المصداقية عن طريق التأكد من النقاط التالية:
- كيف تبدو التعليقات التى يتلقاها المؤثر ؟ هل تبدو أصلية وغير مكررة؟
- الزيادة في أعداد المتابعين، هل ازدادت بشكل ثابت مع الزمن ؟ أم أنها ارتفعت فوراً كما لو أنه تم شراؤها ؟
- الاعجابات التى يتلقاها المؤثر، هل تعتبر منطقية مقارنة بجودة المحتوى؟
هدفك الجوهري من هذه الصفقة هو جمهور هذا المؤثر، لذلك عليك أن تكون أكثر حذراً حول هذه النقطة.
احرص على أن يكون هناك تناغم ما بين الأفكار:
تفقد محتوى المؤثر بشكل مفصل، لتتأكد من وجود تناغم وتطابق ما بين الأفكار التى تتبناها شركتك والأفكار الشخصية التى ينشرها المؤثر. أي أنه كنت تريد بيع وتسويق عروض رحلات سياحية لـ شرق أوروبا، فعليك العمل مع أحد المؤثرين في عالم السياحة، ممن قد شجع الناس سابقاً للتوجه للسياحة في شرق أوروبا، وليس ممن انتقد أو عارض الفكرة. حتى وإن قَبِل العرض.
في حال حدوث مثل هذا التعارض، فالنتيجة ستكون إثارة الريبة والشبه لدى المتابعين ولن تحقق ما تريده في هذه الحالة. لذلك من المهم جداً التأكد من وجود هذا الانسجام والتناغم فيما بينكم.
حجم الجمهور أم حجم التفاعل المتوقع:
من الرائج اتباع هذا المنطق: " كلما زاد عدد المتابعين، كلما كان بإمكاني الوصول إلى المزيد " وهو منطق سليم ولكن عليك أن تدرك ما يلي، العمل مع مؤثر ذو عدد كبير من المتابعين، سيكلفك أكثر من مؤثر ذو عدد صغير من المتابعين. بالإضافة إلى أن مؤثر ذو عدد صغير من المتابعين يعتبر أكثر مصداقية.
يعتقد معظم الناس أن قوة المؤثر تكمن في عدد المتابعين فقط، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً تماماً. أعداد المتابعين هو مقياس هام بكل تأكيد ولكن ليس الأكثر أهمية أبداً.
عملك مع أحد المؤثرين ذو العدد الكبير من المتابعين لن يضمن لك بالضرورة نجاح حملتك التسويقية. نجاحها لا يعتمد على أعداد المتابعين، وإنما على حجم التفاعل. أهم ما في الأمر هو مقدار التفاعل الذي ستتلقاه من طرف المتابعين، وما عدد الإعجابات وتعليقات التي ستحصل عليها؟
نسبة التفاعل ستعتمد على العوامل التى ذكرناها. وسنعاود شرح كلاً منها بشكل مفصل. أحد هذه العوامل هي الحسابات المزيفة، لن تحصل على أي نتيجة من خلال تقديم محتوى لـ الحسابات المزيفة، الهدف من استخدام الحسابات المزيفة هو خداع الشركات. عامل آخر وهو ما مدى الترابط ما بين شركتك والمحتوى الذي يقدمه المؤثر ؟ حتى وإن كان عدد المتابعين ضخم ولكنه من مجال آخر، فلن يتفاعل معك، لأنه هذا المجال الآخر لا يثير اهتمامهم. وأخيراً لا تنسى تناغم الأفكار ما بين الطرفين، إن لم يكن هناك تناغم فالفشل سيكون النتيجة.
إذاً فمن الواضح أن عدد المتابعين ليس أهم ما في الأمر.
أي ما يكون مجال عملك شركتك، فلتكن واثقاً أنك ستجد مؤثرين ينشطون في المجال ذاته. لقد ساهمت التكنولوجيا بشكل عظيم بازدهار العديد من المجالات، وساعدت في اكتشاف العديد من المواهب الرائعة. كما أن شبكات التواصل الاجتماعي تشهد ظهور المزيد من المؤثرين بشكل مستمر، كما أن الشركات تعطي اهتمام أكثر لـ المؤثرين والتسويق عبر المؤثرين. في هذا المقال، ذكرنا عدد من الأمور الهامة التى يجب عليك أخذها بعين الاعتبار عند اختيار المؤثر المناسب لك.