لا أحد يستطيع إنكار دور المؤثر في التسويق أو التسويق عبر المؤثرين، ولا ننسى أيضاً دورهم في التسويق في مختلف المجالات في هذا الزمن، الزمن الرقمي. وفقاً لما نشره Digital Marketing Institute فإن 40% من المستهلكين قاموا بشراء منتج ما بعد أن رؤيته على شبكات التواصل الاجتماعي كـ تويتر، يوتيوب أو انستغرام، بالإضافة إلى أن 49% من المستهلكين يعتمد على التوصيات المقدمة من المؤثرين.
هذا الاهتمام المتصاعد بـ التسويق عبر المؤثرين يجوب العالم أجمع، ومنطقة الشرق الأوسط أيضاً تشهد تنامي في هذا المجال. بفضل نشاطات مثل قمة المؤثرين العرب في شبكات التواصل الاجتماعي (ASMIS) ومسابقات مثل Sadeem، أصبح هذا المجال – التسويق عبر المؤثر – مجال ضخم وينمو بسرعة أيضاً.
تحدثنا إلى تناز ديزادجي Tanaz Dizadji، وهي مؤسسة كلاً من Insydo.com و Brandripplr، وشاركت معنا بعض أبرز المستجدات في مجال التسويق عبر المؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى نصائح وآراء متعلقة بـ المجال. كما شاركت معنا أيضاً تجربتها الشخصية كـ رائدة أعمال والصعوبات التى واجهتها أثناء إطلاق أعمالها التجارية الخاصة.
كيف كانت البداية
نشأت تناز ديزادجي في صغرها في لندن، ومن ثم انتقلت إلى دبي في عام 2012. حيث أسست مشروع insydo.com ومقره دبي، وهو بمثابة دليل، يوفر المساعدة للناس عن طريق تقديم اقتراحات وتوصيات لـ أماكن، منتجات و أفضل التجارب في الشرق الأوسط. كما أنها مؤسسة منصة Brandripplr، وهي منصة خاصة بـ المؤثرين الصغار – Micro-Influencer – أي المؤثر الذي بمتلك عدد متواضع من المتابعين. تتيح هذه المنصة لـ الشركات إمكانية العمل وإقامة الشراكات مع هذا النوع من المؤثرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (MENA). منصة Brandripplr تعزز قدرة الشركات بالوصول إلى الجمهور المناسب – العملاء – عبر العمل مع المؤثرين القادرين على دعم الحملات التسويقية على شبكات التواصل الاجتماعي.
الخدمات التى توفرها منصة Brandripplr متنوعة، تشمل إعداد وإنشاء الحملة، مراجعة المنشورات، تتبع ومراقبة الأداء و تمكين الشركات من رؤية والتعرف على المؤثر الأفضل للشركة. تكمن جوهرية منصة Brandripplr في بساطتها والاحترافية التى توفرها، فستتمكن عبر منصة واحدة من إتمام جميع الأمور المتعلقة بحملتك.
قطاع التسويق عبر المؤثر في أفضل حالاته
شاركت معنا تناز بعض النصائح القيمة والأفكار المتعلقة بهذا المجال:
قطاع التسويق عبر المؤثر ينمو بشكل كبير، والسبب يعود إلى أننا نقضي جل وقتنا على شبكات التواصل الاجتماعي
كما ذكرت أيضاً أن الطريقة الأمثل للشركات لمعرفة ما إن كانت فكرة العمل مع المؤثرين هي فكرة صائبة ومناسبة لهم، هي عبر طرح هذه الاسئلة لأنفسهم: هل تعتبر مثل هذه الحملة منطقية؟ هل هي متناسقة مع الإتجاه الذي تتبعه شركتك؟ إن كانت الإجابات لهذه الأسئلة ليست إيجابية – ليست نعم – فعادةً ما ستكون النتيجة سلبية ولن تقود لـ النجاح.
أحد نصائحها لـ الشركات التى تخطط للعمل مع المؤثرين هي الحرص على التحقق من بيانات وتفاصيل جمهور المؤثر – المتابعين –. وأضافت للتوضيح " كمثال، هناك العديد من المؤثرين في مجال الأزياء من الفتيات يشكل الذكور نسبة كبيرة من إجمالي متابعيهم، ففي مثل هذه الحالة، من الأفضل تقديم كريم الحلاقة عوضاً عن أحمر الشفاه ."
وتضيف نقطة أخرى هامة لـ إنشاء حملة ناجحة وهي أن تتحقق بحذر من صحة وموثوقية المتابعين. المقصود بهذه النقطة هي التحقق أن متابعي المؤثر ليسوا بـ المزيفين، أي أنه لم يقوم بشرائهم أو ما شابه.
اعتقد أن مجال التسويق مع المؤثر سيستمر بـ النمو بسرعة في عام 2019، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا MENA. وسيزيد التركيز على المؤثر الصغير مقارنةً بـ المؤثر صاحب عدد كبير من المتابعين.
عند التفكير بـ التسويق عبر المؤثر والمؤثرين فإن أول ما يدور في خاطرنا هو ذاك المؤثر المشهور جداً ذو العدد الكبير جداً من المتابعين. ولكن هل سبق وسمعت بـ المؤثر الصغير (Micro Influencer)؟
المؤثر الصغير(Micro Influencer) هو المؤثر ذو العدد الذي يتراوح ما بين 10 آلاف إلى 500 ألف متابع على شبكات التواصل الاجتماعي
بدأت الشركات بإدراك حقيقة أن المؤثر الصغير قد يكون الخيار الأنسب لـ حملتهم التسويقية، بسبب المصداقية الأكبر بالإضافة إلى توفير فعالية أفضل من حيث التكاليف. وترى تناز أيضاً أنه سيكون هناك تحول بالمجال خلال السنوات القادمة، حيث سيتغير تركيز الشركات في ما يتعلق بالعمل مع المؤثر صاحب العدد الكبير من المتابعين إلى العمل مع المؤثر الصغير.
كمثال، في هذه الفترة شهدنا ظهور عدد من مقدمي الكوميديا وكاتبي المحتوى من المملكة العربية السعودية. إنه لمن الرائع والمشوق رؤية هذا المجال يساهم بتطوير مواهب رائعة جداً
مواضيع ذات صلة: نظرة إلى 2018: سلوك العرب نحو وسائل التواصل الاجتماعي
مواقف التعثر
رحلة وإنطلاقة رواد الأعمال لا تسير بشكل مستقيم، وإنما هي مسار متشابك. ترى تناز أن ريادة الأعمال لها جوانبها السيئة والجيدة. بالنسبة لها، فإن أحد أكبر التحديات والنقاط التى أعارتها اهتمام وتركيز أكبر هي تشكيل فريق العمل متجانس و ناجح.
من الممكن أن يكون لديك رؤية أو بصمة، ولكن بدون فريق عمل مناسب فلن تتمكن من الوصول إلى هدفك وسيكون الأمر محبط جداً. تشكيل فريق مكون من مجموعة متجانسة من الموظفين المجدين، ومن يشاركوك الرؤية ذاتها ليس بالأمر السهل، و عادةً ما تكون مهمة صعبة جداً.
نصيحتها لـ أصحاب الأعمال، هي الحذر الشديد أثناء مرحلة التوظيف وتكوين الفريق، واحرص على أن تكون عملية التوظيف والاختيار متعمقة. وأضافت أيضاً " فريق العمل هم زملائك الذين سيكونون معك في تمام الساعة 2 صباحاً حرصاً على إتمام العمل مقابل رواتب متواضعة جداً."
لدى تناز آمال عالية في ما يتعلق بـ مجال التسويق مع المؤثرين في هذه المنطقة، وخصوصاً المؤثرين الصغار. لذلك إن كنت صاحب أعمال تخطط لـ العمل مع المؤثرين، من الأفضل أن تلقي نظرة على موقع Brandripplr والمدونة أيضاً لاكتساب بعض الإلهام.
