عالم ريادة الأعمال الذي يشمل شركات ناشئة و مشاريع صغيرة في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا مليء بـ المفاهيم والأفكار الخاطئة. عند ذكر شركات ناشئة و مشاريع صغيرة غالباً ما سيراود فكرك الصورة النمطية التالية وهي بيئة عمل متواضعة وبسيطة ومجموعة من الشباب اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين العشرينيات. إن كانت هذه هي الصورة التى تراودك عند ذكر شركات ناشئة أو مشاريع صغيرة فأنتم مخطئون.
عملت سابقاً مع زملاء ممن بدؤوا حياتهم العملية مع شركات ناشئة و مشاريع صغيرة مختصة بـ التكنولوجيا، وقد وفرت لهم بيئة العمل وسائل الترفيه مثل لعبة طاولة كرة القدم وجهاز اكس بوكس وما إلى ذلك، وفي نفس الوقت اكتسبوا العديد من المهارات العملية والشخصية بالإضافة إلى تجربة وعيش المعنى الحقيقي لـ ريادة الأعمال. العمل مع شركات ناشئة و مشاريع صغيرة عرفهم على الصعوبات والمشاكل التى تواجه رواد الأعمال الذين يقودون شركات ناشئة و مشاريع صغيرة من أي نوع.
شركات ناشئة و مشاريع صغيرة تساهم في رفع الاقتصاد في منطة الشرق الأوسط: لقد شهد عام 2018 رقم غير مسبوق، حيث تم تسجيل ما يقارب 366 شركة ناشئة حول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
عالم ريادة الأعمال الذي يضم شركات ناشئة و مشاريع صغيرة في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا لا يزال في مرحلة التطور والنمو، ويأمل رواد الأعمال أن يتم تصحيح أو اختفاء لمفاهيم الخاطئة أو الأفكار النمطية عن ريادة الأعمال في الشرق الأوسط.
في هذا المقال سنسلط الضوء على النمو والتطور الذي يشهده عالم ريادة الأعمال وما يضم من شركات ناشئة و مشاريع صغيرة في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا خلال السنوات الأخيرة. كما أننا سنركز أيضاً على بعض الأمثلة من شركات ناشئة و مشاريع صغيرة ناجحة بالرغم من كل العقبات والمشاكل التى واجهتها.
خلفية تعريفية عن عالم ريادة الأعمال وما يضم من شركات ناشئة و مشاريع صغيرة في المنطقة
تضم منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا 22 دولة عربية، ويبلغ تعداد السكان الكلي ما يقارب 423 مليون نسمة. يسعى الأفراد لـ بدأ أعمالهم الخاصة لعدة أسباب من بينها: تحقيق دخل مادي أفضل، تحقيق استقلالية أكبر، السعي والمضي نحو طموحاتهم، للتحكم بمسيرتهم المهنية أو تحقيق توازن أفضل ما بين الحياة العملية والشخصية. بالإضافة إلى أن رواد الأعمال يستفيدون من بعض الخصائص التى تميز هذه المنطقة كـ العدد الكبير من مستخدمي الهواتف الذكية للدخول إلى الإنترنت، الانتشار الواسع لـ الإنترنت، قوة التجارة والعدد الصغير من الشركات المهيمنة على السوق، أي عدم وجود الشركات المحتكرة.
أهم المخاوف التى تنتشر بين رواد الأعمال في هذه المنطقة تتعلق بالأمور المالية وتأمين رأس المال المطلوب لـ تأسيس الشركة، أو توظيف الأشخاص الغير مناسبين، القلق وعدم اليقين حول إمكانية تحقيق ربح أو احتمال تقبل الزبائن لهذه الشركة.
وفقاً لتقارير واحصائيات موقع Statista، فإن الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا التمويل (FinTech) و التجارة الإلكترونية (E-Commerce) هي المتصدرة بين جميع الشركات الناشئة و المشاريع صغيرة في منطقة الخليج العربي. ويتبعها شركات ناشئة و مشاريع صغيرة في مجال النقل والمواصلات، والتى احتلت أيضاً المرتبة الثالثة كـ المجال التجاري الأكثر طلباً وانتشاراً في عام 2018. فمثل هذه البيئة الخصبة لـ الأعمال والنظام الإقتصادي المزدهر تستحق المزيد من العناية والانتباه.
بإمكانك قراءة قصة نجاح رائد أعمال في مجال تطوير البرمجيات، افتتح شركته في أحد دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتوسعت الآن إلى دول من حول العالم.
تخطي العقبات
يتأثر الشباب جداً بقصص النجاح لأشخاص مثل مارك زوكربيرغ، ستيف جوبز وآخرون ممن لم يكملوا تعليمهم، بل بدأو أعمالهم بأبسط المقومات ونجحوا بتحقيق وبناء أعمال تقدر بالملايين. في البداية يكونوا مفعمين بالأمل والحماس بالإضافة إلى أنهم مُلهَمين لـ إطلاق أعمالهم وشركاتهم سواءاً شركات ناشئة صغيرة أو غيرها من المشاريع، وكلهم أمل أنهم سيصلون إلى ما وصل إليه السابقون. ولكن حين يأتي وقت الاختبار الحقيقي، سيواجهون العديد من العقبات والمصاعب التى لم يكونوا جاهزين لها.
ولكن مع هذا، فإن الجدير بالذكر أن النظام الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أحرز تطوراً ونقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية. الحكومات بالأخص تطمح لـ رؤية هذا النمو والتوسع سواءاً شركات ناشئة أو مشاريع صغيرة، وأن تجد حلاً لمعضلة البطالة بين الشباب.
في عام 2018 تقدمت أكثر من 155+ جهة بالاستثمار في الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا،30% من هذه الجهات من خارج المنطقة بينما 47% لم يسبق وأن قدم أي استثمارات في المنطقة
ريادة الأعمال وما يضم من شركات ناشئة و مشاريع صغيرة بدأت برؤية مفعول من التأثير على الحكومات، عن طريق إعادة تشكيل بعض القوانين والسياسات لـ تسهيل ودعم عملية فتح شركات ناشئة ومشاريع صغيرة. معظم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا نجحت بجذب شركات ناشئة من كل الأنواع، وقد احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز الأول في هذا الشأن. تعتبر الإمارات العربية المتحدة بيئة رائعة جداً للـ شركات الناشئة في مجال التكنولوجيا. توفر الدعم الواسع لجذب رواد الأعمال سواءاً شركات ناشئة أو مشاريع صغيرة من مجالات مثل التكنولوجيا، الابتكارات المستدامة وما إلى ذلك من ريادة الأعمال.
الحكومات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تنشأ جهات داعمة وتنظيمية، عن طريق إطلاق برامج مختلفة مختصة بـ مساعدة تطوير الأعمال وما يشملها من شركات ناشئة و مشاريع صغيرة.
-
دائرة التنمية الاقتصادية في دبي Dubai’s Department of Economic Development Business Initiatives:
توفر بيئة داعمة لـ الإبداع والتميز، كما أنها تجذب الأعمال والشركات المحلية والأجنبية. يهدفون لـ توفير أقصى ما يستطيعون توفيره من الدعم لـ تطوير الأعمال سواءاً شركات ناشئة أو مشاريع صغيرة، ومساعدتهم في مرحلة الإطلاق، ما بعد الإطلاق وحتى الوصول إلى النجاح.
-
دبي للمشاريع الناشئة Dubai Chamber’s Startup Hub:
هي مبادرة شبه حكومية. هدفهم الرئيسي هو توفير إيضاحات و الإتجهات الصحيحة لأصحاب الأعمال الناشئة. يقوموا بالتعاون مع مختصين محترفين و موثوقين لتوفير المعلومات و الإجابة على أسئلة أصحاب المشاريع الصغيرة و الشركات الناشئة.
-
دبي الذكية Smart Dubai :
مكتب دبي الذكية وشركائه التابعين للحكومة الإماراتية يسعون لـ تحويل الإمارات العربية المتحدة لـ مركز اختبار لـ عالم ريادة الأعمال وما يضمه من شركات ناشئة و مشاريع صغيرة لـ ابتكار المزيد بما يتعلق بـ التكنولوجيا وتطبيق التقنيات التكنولوجية الحديثة. خلال السنتين الماضيتين، استطاعت إطلاق وإدارة عدد من البرامج لـ دعم هذا القطاع سواءاً شركات ناشئة أو مشاريع صغيرة.
-
مشاريع مصر Egypt Ventures :
شركة تقديم استثمارات تركز على تقوية النظام الاقتصادي الخاص بـ ريادة الأعمال، عن طريق الاستثمار بـ شركات رأس المال الاستثماري، شركات المسرعات والمؤسسات ذات النمو السريع أيضاً. كما أنها تدير برنامج تسريع لمدة أربع أشهر مقدم من Falak Startups، شركة خاصة تقدم برامج مسرعات أعمال. كما أنه يقدم التمويل للشركات الناشئة، مساحة لـ العمل كـ مكتب والإرشاد والتوجيه لـ رواد الأعمال.
-
برنامج تقدم " مسرعات الشركات الناشئة " TAQADAM Startup Accelerator :
جامعة الملك عبد الله لـ العلوم والتكنولوجيا (KAUST) تحتضن مختلف مجالات التكنولوجيا. بدأت شراكة مع البنك السعودي البريطاني لـ دعم ومساعدة رواد الأعمال المميزين نحو تحقيق طموحهم وأفكارهم على الواقع والنجاح في سوق العمل من خلال توفير تدريب وإرشاد لهم على مدى ستة أشهر.
قصص نجاح محلية
سنبدأ بمقولة من أمير شريف، المدير التنفيذي لشركة Wuzzuf :
" أنصح جميع رواد الأعمال بالتركيز على بناء تطبيقات البرمجيات الخدمية SaaS للشركات الناشئة أوبناء منصة تسوق. عليك دوماً الحرص على بناء شيء يستحق الاستخدام وواظب على المثابرة. "
رواد الأعمال المحليين في الشرق الأوسط بدأو بـ الاستماع والإنصات لـ تجارب المستخدمين لتعلم المزيد حول متطلباتهم وتطبيقها أيضاً. النظام الإيكولوجي المحلي ينتشر ويتوسع ليشمل شركات ناشئة من مختلف المجالات مثل السفر، إدارة الفنادق، الصالونات التجميلية، سيارات الأجرة - تاكسي - ، التوصيل وما إلى ذلك. ومع المزيد من التطور في مجال التكنولوجيا، فإن ذلك سيدفع النظام الإيكولوجي في عالم ريادة الأعمال وما يضمه من شركات ناشئة و مشاريع صغيرة إلى النمو والتطور.
إليك قائمة تضم شركات ناشئة حققت نجاحاً كبيراً تستطيع النظر إليها كـ مصدر إلهام:
- BonApp : هذا المشروع يقدم حل بسيط وابتكاري لأحد أكبر المشاكل البيئة في العالم وهي بقايا الطعام في صناعات الأغذية والمشروبات. التطبيق يتيح لـ المطاعم تقليل الطعام المتبقي عن طريق بيع الفائض لـ الناس بأسعار مخفضة.
- Anghami : تطبيق أنغامي هو تطبيق لـ الجوال يتيح لك الاستماع لـ الموسيقى بشكل مجاني وقانوني. كما أنه يتيح للمستخدمين إمكانية الاستماع لـ الموسيقى العربية والعالمية بدون أي حدود.
- Instaglam : تطبيق مخصص لتقديم خدمات التجميل المطلوبة دوماً. يقوم التطبيق بـ بناء تواصل ما بين العملاء وخبراء تقديم الخدمات التجميلية في أي مكان وأي وقت وبمختلف الأسعار.
- Eventtus : منصة إلكترونية وتطبيق جوال، حصد عدة جوائز سابقاً. يتخصص التطبيق في تنظيم وتخطيط الفعاليات، العلاقات و حجز التذاكر أيضاً.
- Seven Dynamic: شركة برمجيات تساعدك في إطلاق هوية إلكترونية لعملك أو شركتك بإحترافية. يوفرون لعملائهم أحدث تطبيقات الشبكة التكنولوجية، تطوير تطبيقات المحمول (iOS و Android)، تطوير CRM, ERP و FPI
- Jamalon : أكبر مكتبة على الإنترنت في الشرق الأوسط، حيث توفر أكثر من 9.5 مليون كتاباً بـ اللغة العربية و الإنجليزية جاهزين لـ التوصيل إلى المنزل.
- Instabug : يوفر فرصة للكشف عن الثغرات الموجودة في تطبيقات الجوال والتبليغ عنها. يتيح لك إمكانية التواصل بـ سهولة مع المستخدمين مع توفير تقرير مفصل عن الحالة وتوصيله لـ مطوري التطبيقات.
الإجابة على سؤال " عالم ريادة الأعمال وما يضمه من شركات ناشئة و مشاريع صغيرة، هل هو في نمو و تطور ؟ " هي بكل تأكيد نعم. النظام الإقتصادي في فترة انتعاش وازدهار وهو الحال أيضاً مع رواد الأعمال العرب. هذا النمو والتطور سينتج الكثير من الإمكانيات التى سيتم توجيهها وتوظيفها فيما يساعد بـ تسريع عملية نمو شركات ناشئة جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
