يبلغ عدد سكان الشرق الأوسط 436 مليون نسمة، 49.6٪ منهم من الإناث، و 91.5٪ من هؤلاء الإناث في المنطقة متعلمات. في رأيي المتواضع، إن هذه الإحصائيات تسلط الضوء على الإمكانيات التي تكمن في تطوير ريادة الأعمال و النساء الرائدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فـ بفضل التبني السريع للابتكارات الرقمية والتكنولوجية وتعزيزها، انتشرت ريادة الأعمال بسرعة في المنطقة.
يوضح الرسم توضيحي بعنوان "ريادة الإناث في الشرق الأوسط" أن تقدم صاحبات المشاريع في المنطقة على قدم المساواة مع نظرائهن في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية. وجدت الدراسة أن 33٪ من الشركات التي تديرها نساء في الإمارات العربية المتحدة تحقق إيرادات تزيد عن 100,000 دولار أمريكي - مقارنة بـ 13٪ فقط في السوق الأمريكية المتقدمة.
يسلط هذا المقال الضوء على الفرص والتحديات التي تواجهها النساء الرائدات في مجال الأعمال التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونقدم قائمة بالكيانات التي تدعم نساء رائدات في رحلتهم لإنشاء مشاريع.
الفرص المتاحة لرائدات الأعمال
إذا كنتي امرأة تفكر في بدء عمل تجاري، فمن المهم أن تعرفي أن هناك من يساندك ويدعمك وأنك تتخذين القرارات الصحيحة بناءً على الفرص والمزايا المتاحة لك.
فرص الاستثمار
حلّل أحدث تقرير صادر عن "أرابنت"، بالشراكة مع "دبي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة"، الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2018 ووجد أن 14٪ من الصفقات كانت مع شركات ناشئة أسستها نساء. يحتاج هذا العدد إلى الزيادة، ولكن في الأساس، تتولى النساء قيادة أكثر من واحدة من كل عشر شركات ناشئة - ويجب على عدد أكبر من الإناث ملء هذا الفراغ.
يعتقد الخبراء أنه مع تصاعد وتيرة التغيير في المنطقة، سيشجع المزيد من الإناث على التقدم لجولات الاستثمارات وبرامج التسريع.لقد رأينا عددًا من الاستثمارات في الشركات الناشئة التي تقودها نساء رائدات مثل Eventtus؛ منصة لإدارة الأحداث عبر الإنترنت أسستها امرأتان. جمعت الشركة الناشئة مؤخراً مليوني دولار أمريكي من Algebra Ventures و 500 Startups، مما يمثل ذلك أحد أكبر الاستثمارات التي قامت بها Algebra Ventures في الشرق الأوسط حتى الآن. إنه أمر مثير للإعجاب، أليس كذلك؟
كان هناك أيضاً ظهور في الكيانات التي تستثمر في الشركات التي تقودها نساء فقط مثل Mindshift. في عام 2018، Mindshift Capital، وهو عبارة عن صندوق تكنولوجي يركز على النساء الرائدات تم إطلاقه في الشرق الأوسط. وهو يستثمر في المشاريع التكنولوجية في مرحلة مبكرة بشرط أنها تكون بقيادة نساء. تقدم Mindshift منهجاً عملياً لخبرات التشغيل العالمية والاستثمار عبر الحدود.
مقالات ذات صلة: الشركات الناشئة: ما هي المصطلحات التي يتوجب عليك معرفتها
مهارات ريادة الأعمال
تقول المذيعة الشهيرة ورائدة الأعمال أوبرا وينفري:
وحدي سوف أقوم فقط بإنشاء المشاريع، وإذا نجحت، ستعمل وتستمر وتكبر، وإذا لم تنجح، فسأنشئ شيئاً آخر. ليس لدي أي قيود لما يمكنني القيام به.
تميل النساء الرائدات في مجال الأعمال إلى اكتساب مهارات تنظيم المشاريع في رحلتهن لإنشاء أعمالهن الخاصة. وتشمل هذه المهارات رفض قبول الوضع الراهن، في ما يخص نفسهم أو في أعمالهم، والرغبة في الخروج خارج منطقة الراحة الخاصة بهم، احترافياً وشخصياً. هذا يتجلى في تطوير وتحسين لا ينتهي.
إنها ليست مهارات فحسب، بل هي أيضاً تشمل تجربة قيمة يكتسبونها على مر السنين. تشير إحدى الدراسات إلى أن رائدات الأعمال في المنطقة يتمتعن "بخبرة واسعة" تتراوح بين 6 سنوات في المتوسط في الإمارات العربية المتحدة، وحوالي 11 عاماً في لبنان.
ينتج عن اندماج المهارات والخبرات نجاحاً محتملاً، وهناك قصص نجاح لا حصر لها لنساء الشرق الأوسط في مجال الأعمال، يمكنك التحقق من قائمة أفضل رائدات الأعمال في المنطقة هنا.
الكيانات التي تركز على نساء رائدات
هناك العديد من الكيانات التي تدعم سيدات الأعمال في المنطقة مثل:
فهي تساعد على إطلاق الإمكانات لدى رائدات الأعمال ، من خلال دعم النساء الرائدات والفتيات في بدء وتنمية أعمالهن التجارية الناجحة. أطلقت مؤسسة شيري بلير للنساء في عام 2012 مشروعاً لدعم النساء في الأعمال التجارية لتنمية أعمالهن الصغيرة ومتناهية الصغر في فلسطين ولبنان.
دعم المشروع الذي استمر عامين مجموعة من 80 سيدة أعمال حتى الآن، حيث قدمت مجموعة من التدريب القائم على المهارات والتدريب وحضانة الأعمال المكثفة.
برنامج تسريع مدته أربعة أشهر في دولة الإمارات العربية المتحدة يركز على الشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إذا كنتي أنثى لديها شركة ناشئة في مرحلة مبكرة تستوفي المعايير، فيمكنك ببساطة ملء نموذج الطلب وإرسال مقطع فيديو قصير ولديك فرصة رائعة ليتم اختيارك لبرنامجهم.
مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال:
يطلق على البرنامج اسم "هي رائدة"، وهو يستهدف في المقام الأول النساء الرائدات في الأعمال التجارية التي يرتبط منتجها بالتكنولوجيا. يقوم برنامج "هي رائدة" بتدريب صاحبات المشاريع على منهجيات ومفاهيم بدء الشركات الناشئة لمدة عام لمساعدتهن على تطوير خطة عمل والتحقق من صحة فكرة أعمالهن.
تم تطوير الفكرة بواسطة SEED من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مع الرغبة في دعم رواد الأعمال الطامحين والمؤسسات في مصر وزيادة وصولهن إلى خدمات تنظيم المشاريع. تزود شبكة رائدات الأعمال سيدات الأعمال بالمعرفة والإرشاد والتواصل مع الرواد في النظام الإيكولوجي لريادة الأعمال والخدمات الأخرى للسماح لهن بتوسيع أعمالهن وزيادة عائداتهن وممارسة الأعمال التجارية بكفاءة.
التحديات التي تواجه النساء الرائدات
عادةً، تتراوح الحواجز التي تمنع النساء من إدارة أعمالهن الخاصة من عدم الحصول على التمويل، وإمكانية الوصول المحدودة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، ومعلومات السوق والتمويل، وعدم الثقة في القدرة على الموازنة بين مسؤوليات العمل والمنزلية. دعنا نستكشف بعض هذه التحديات بالتفصيل:
توازن الحياة مع العمل
هذه المشكلة منتشرة في جميع أنحاء العالم، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إنها مهمة بشكل خاص في المنطقة لأن النساء يلعبن دوراً كبيراً في الحفاظ على الأسرة. أيضاً، هناك عدد قليل جداً من القوانين المعمول بها حاليا للعمل بساعات مرنة. علاوة على ذلك، فإن النموذج الغربي للعمل من التاسعة إلى الخامسة، لا يتماشى مع أمهات لـ ثلاثة أو أربعة أطفال.
لهذا السبب بدأت نساء رائدات في إنشاء أعمالهن الصغيرة من منازلهم المريحة. وبهذه الطريقة يمكنهم بسهولة الحفاظ على أعمالهم المنزلية أثناء شق طريقهم في عالم الأعمال.
مقالات ذات صلة: عشر نصائح لبدأ عمل منزلي ناجح
بناء شبكة الدعم
وجود شبكة دعم قوية أمر ضروري لنجاح تنظيم المشاريع.
وفقاً لأحد الدراسات، ذكرت أن 48٪ من المؤسسات أن نقص المستشارين والموجهين المتاحين يحد من نموهم المهني.
معرفة مكان العثور على شبكة الدعم الصحيحة ليس بالأمر السهل دائماً. بعض الأماكن الجيدة للبدء هي مجموعات تركز على النساء على وسائل التواصل الاجتماعي والأحداث والاجتماعات. بمجرد العثور على شبكة من المؤيدين، لا تخف من طلب المشورة والإرشاد.
يمكنك التحقق من المقالة التالية التي تسرد نصائح لبناء علاقات مهنية التي ستساعدك على تطوير شبكة من الداعمين.
دعم الأسرة
ليس هناك شك في أن تشجيع العائلات جزء لا يتجزأ من النجاح. يمكن أن يكون هذا الدعم في صورة استعارة أموال من والديك لبدء نشاط تجاري صغير، أو استيعاب زوجك لساعات عملك الطويلة أو تفهم أسرتك لرحلات العمل التي تقومين بها بانتظام.
لا يمكن الاستهوان بآثار هذا الدعم لأننا شهدنا قصص نجاح لنساء في الأعمال التجارية نجحوا بفضل دعم أسرهم. واحدة من أشهر الشركات التي تقودها الإناث في المنطقة هي العلامة التجارية "Okhtein"، والتي تترجم إلى "أختين". إنها علامة تجارية فاخرة لتصميم الإكسسورات بقيادة شقيقتين مصريتين متخصصين في الحقائب والأحزمة. اكتسبت العلامة التجارية زخماً عالمياً وبدأت المشاهير من جميع أنحاء العالم في ارتداء منتجاتهم مثل بيونسي وجيجي حديد والملكة رانيا.
رغم أنه قد يكون هناك العديد من التحديات التي تواجه نساء رائدات في مجال الأعمال التجارية، فإن الفرص الناشئة في المنطقة ستدعم رحلتهم وتدفعهم إلى تحمل المسؤولية. يمكنك أيضاً مراجعة مدونتنا لمعرفة قصص نجاح رائدات الأعمال في المنطقة لإلهامك لمتابعة أحلامك.
